في ظل التقدم التكنولوجي وسرعة تدفق المعلومات أصبحت مؤسسات المعلومات والمكتبات والمؤسسات الثقافية بشكل عام أمام تحديات كبيرة، من بينها تغير أساليب التعليم والتدريب واتجاهاتهما وبروز أهمية التدريب المتخصص الذي يشمل الخبرات والمهارات اللازمة لمزاولة مهنة أو عمل متخصص ويهدف إلى تنمية المهارات المتخصصة بغرض توفير الإمكانيات لمواجهة مشاكل العمل المختلفة، مما جعل الاهتمام بتطوير منظومة التدريب المهني للمحترفين في مجال المكتبات والعاملين في المؤسسات الثقافية ضرورة وحاجة ملحة، تتطلب إعداد وتقديم برامج تدريبية متنوعة، وأصبح من أساسيات نجاح مؤسسات المعلومات العمل على تطوير نظام تدريب متميز يعمل على تأهيل وتدريب الكوادر البشرية المتخصصة ويتناول كافة جوانب العمل ذات الصلة بخدماتها ومنتجاتها الثقافية والفكرية وفقاً لأعلى معايير الجودة العالمية.
وقد كان للفهرس العربي الموحد في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة منذ إنشائه رؤية متقدمة حول هذا الجانب حينما آمن بأهمية التدريب وحرص على تنمية الكوادر البشرية القادرة على التعامل مع أحدث التقنيات وعمل على رفع أداء المفهرسين السعوديين والعرب على وجه الخصوص فشرع بإقامة العديد من الدورات التعريفية والتدريبية بالإضافة إلى ورش العمل واللقاءات التي ينظمها المركز على هامش المؤتمرات العربية والعالمية.
ووضع الفهرس العربي الموحد آلية واضحة ومحددة للتدريب يحصل من خلالها المتخصصون في مجال المكتبات والمعلومات على دورات تدريبية تنوعت ما بين دورات مباشرة في مقر مركز الفهرس أو في مقر الجهات المستضيفة، وغير مباشرة (عن بعد) ودورات على رأس العمل، ويتم تدريبهم على استخدام جميع الإجراءات الفنية والتقنية. كما قام مركز الفهرس العربي الموحد بإعداد البرامج التدريبية بما يتناسب مع أحدث التقنينات العالمية إضافة إلى الدورات التي تعنى بكيفية استخدام الفهرس، وتم إقرار برنامج رائد يعتمد على أحدث الإمكانات التقنية المتاحة في مجال المكتبات والمعلومات لتقديم دورات تدريبية متميزة المحتوى لتغطي كافة جوانب الفهرسة الببليوجرافية والاستنادية والموضوعية بهدف تأهيل منسوبي المكتبات ومراكز المعلومات ورفع مستوى مهاراتهم لتمكينهم من الاستخدام الأمثل للقواعد الفنية والتقنية العالمية الحديثة في مجال تنظيم المعلومات والمعتمدة في الفهرس العربي الموحد.
دوافع توجه الفهرس العربي الموحد لإنشاء أكاديمية تقدم تدريب متخصص
وبعد تقديم مئات الدورات التدريبية التي استفاد منها آلاف المهنيين، ولفترة تزيد عن عشر سنوات تبين لإدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة حاجة بعض العاملين في قطاع المعلومات والمكتبات إلى اكتساب مزيد من العلم والتدريب والخبرة، لتطوير مهاراتهم في ظل تسارع وتيرة التغيير في أساليب وأدوات العمل المستخدمة في مجال المكتبات والمعلومات بالإضافة لرغبة خريجي أقسام المكتبات والمعلومات في الجامعات العربية في الحصول على التدريب بهدف تنمية مهاراتهم العلمية والمعرفية، والجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي، وتهيئتهم للانخراط في سوق العمل. واستجابة لهذه المتطلبات والتحديات عملت المكتبة ممثلة في مركز الفهرس العربي الموحد على إنشاء أكاديمية تعنى بتقديم برامج تدريبية متخصصة ودبلومات مهنية في مجال المكتبات والمعلومات والمعرفة والتقنيات، وتهدف إلى إكساب العاملين في قطاع المكتبات والمعلومات المهارات المهنية اللازمة، وفق أحدث أساليب التدريب والتعليم، وتطويرها (كمنصة) تعليمية إلكترونية متكاملة تحكمها سياسة واضحة في عملية تأهيل الدارسين بها، ممن هم على رأس العمل أو حديثي التخرج، أو مازالوا طلابًا يدرسون في أقسام المعلومات والمكتبات، ويعتزمون الانخراط في سوق العمل؛ بما يحقق لهم مردودًا عاليًا على المستوى الشخصي، واستدامة وفاعلية؛ تساهم في تحقيق أهداف المؤسسات التي سيعملون بها وتمكنهم من تقديم خدمة معرفية تنهض بمجتمعاتهم، حيث أطلاقت في 25 مارس 2021م، لتندرج ضمن مبادرات الفهرس العربي الموحد الرائدة. وتقدم الأكاديمية دورات تدريبية متخصصة ودبلومات مهنية في جميع مجالات المعلومات والمعرفة تغطي المهارات اللازمة لتشغيل المكتبات ومراكز معلومات والأرشيف والمتاحف وخدمات المعلومات الإلكترونية بكفاءة عالية على مستوى الوطن العربي وفق أحدث المعايير الدولية.
وأكاديمية الفهرس العربي الموحد تقدم التدريب بشقيه الحضوري والإلكتروني (عن بعد). ويتطلب التدريب الإلكتروني رفع الوعي للمتدرب والمدرب وتشجيع التداول الحر للمعلومات والمصادر والالتزام بالأخلاقيات المهنية والسعي للتطوير المهني وضرورة امتلاك القدرات التقنية ومهارات التعامل مع البيئة الرقمية؛ لأن العاملين في مؤسسات المعلومات لهم دور في تطوير العمل والمشاركة في اتخاذ القرارات ولابد من حثهم على الابتكار وإبداء مقترحاتهم والتدريب يساعدهم على ذلك. ويعتمد الفهرس العربي الموحد استخدام الاتجاهات الحديثة للتدريب المتوافقة من نمو تقنيات التدريب والعملية التدريبية، فالتدريب يتم من خلال الأكاديمية باستخدام وسائل وأساليب حديثة تركز على جميع عناصر منظومة التدريب المتخصص التي تتمثل في المدرب والمتدرب وموضوع البرنامج التدريبي ومحتوى الدورة التدريبية وآلية “وسائل أو أساليب أو أدوات” تقديم الدورة والتغذية الراجعة والبيئة الخارجية المحيطة ” بيئة رقمية”.
وتتكون بنية منصة أكاديمية الفهرس العربي الموحد من بوابة إلكترونية متطورة تحتوي على ما يأتي:
مدونة الفهرس العربي الموحد
كما يحوي الموقع الإلكتروني لأكاديمية الفهرس العربي الموحد، مدونة تعنى بنشر موضوعات عن الممارسات والمعايير والتطبيقات والتقنيات الحديثة في المكتبات والمعلومات، وعرض التجارب والمشاريع الرائدة لمؤسسات المعرفة عربياً وعالمياً، ويطرح مقالات تعبر عن وجهة نظر الفهرس في المعالجة الفنية لأوعية المعلومات العربية، بهدف تقنين الممارسات وجعل المعالجة مطابقة للمعايير الدولية.
وتسعى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من خلال تدشين أكاديمية الفهرس العربي الموحد إلى تحقيق الأهداف التالية:
ماذا تقدم أكاديمية الفهرس العربي الموحد؟
تقدم الأكاديمية برامج التطوير المهني والاحترافي في مجالات المعلومات والمعرفة بالأشكال الآتية:
وتتلقى برامج أكاديمية الفهرس العربي تشجيعًا وإقبالا كبيرًا من الأفراد والمؤسسات حيث تجاوز عدد المتدربين 6000 متدرب استفادوا من حوالي 400 دورة تدريبية. وبناءً على هذه النجاحات التي تحققت تعتزم إدارة مركز الفهرس ضمن خططها المتجددة التي تجد دعمًا وتأييدًا من إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وأعضاء الفهرس العربي الموحد طرح برامج ودورات جديدة تحمل موضوعات مختلفة.
الشرائح المستفيدة من الأكاديمية:
بشكل عام تستهدف الأكاديمية الشرائح الآتية:
وتقدم الأكاديمية خدماتها للفئات الآتية: