يحظى الجانب الثقافي في المملكة العربية السعودية برعاية ودعم كبيرين من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، والثقافة تعكس أنماط الحياه وفنونها وآدابها وحضارتها وتنقل ما ينتج من علوم ومعارف لتصبح جسرًا للتعاون والتفاهم والحوار بين الشعوب والدول، مما يستلزم إدارة قطاع الثقافة بمهنية عالية للحفاظ على التراث الثقافي المحلي والعربي والإسلامي، وبذات الوقت القدرة على بناء علاقات مع كافة الدول وتحقيق التنمية المستدامة، ومن هنا يمكن القول أن ما تضمنته رؤية 2030 في الجانب الثقافي يشكل إضافة نوعية لتوجهات الدولة في استثمار منجزاتها التي تحققت والعمل على تحقيق منجزات أخرى تعزز مكانة السعودية سياسياً واقتصادياً وثقافياً، و لا شك أن العمل المؤسسي المنظم يصنع الفرق داخليا وخارجيا.
وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة واحدة من أهم المكتبات العامة محليًا وعربيًا وعالميًا بما تقدمه من خدمات معرفية وأنشطة ثقافية وبما أنجزته من مشروعات ثقافية تعمل وفق رؤية حضارية إنسانية شاملة من أجل الإسهام بشكل فعال في اكتمال منظومة المعرفة والثقافة العربية الإسلامية، ومن أهم مشروعاتها: الفهرس العربي الموحد، وجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، والموسوعة الشاملة للمملكة العربية السعودية.
حيث جاء إنشاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في 27 / 2 / 1987 م؛ لتعنى بشؤون الكتاب ونشر المعرفة والثقافة مع التركيز على التراث العربي وتاريخ المملكة ومؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وتقديم خدماتها لجميع الباحثين وطلاب العلم من خلال مجموعتها العلمية والمعرفية. ويقع مقرها الرئيسي بمدينه الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ثم توسعت أهدافها وأدوارها وأصبحت تعمل لتواكب التطور التقني والتقدم العلمي في مجال المكتبات والمعلومات وفي القطاع الثقافي بشكل عام؛ فافتتحت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فرعين لها خارج أراضي المملكة العربية السعودية، يقع الأول في الدار البيضاء بالمملكة المغربية تحت مسمى “مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية”، و الآخر بالصين عام 2018م ويحمل اسم “فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين” كأول فرع للمكتبة في قارة آسيا، ويعد هذا الفرع إضافة مهمة لتطوير العلاقات الثقافية السعودية الصينية الممتدة منذ آلاف السنين عبر طريق الحرير الشهير، وحركة التجارة، والتي ترسخت في العصر الحديث لاسيما خلال العقود الأربعة الأخيرة التي شهدت تأسيس علاقات سياسية متكاملة بين البلدين. ويعتبر هذين الفرعين جسرا ثقافيا يربط الغرب بالشرق.
ويجسد فرع المكتبة في جامعة بكين رمزًا للصداقة السعودية الصينية وجسرا للتواصل الثقافي والمعرفي بين الحضارتين العربية الإسلامية والصينية، ومصدرًا من مصادر المعرفة للباحثين والدارسين في الصين، ودعم برامج تعليم اللغة العربية في أعرق الجامعات الصينية، ويقع على مساحة قدرها (13) ألف متر مربع، ويتكون من (6) أدوار ويضم قاعات للقراءة والاطلاع تتسع لأكثر من (100) باحث وزائر وتستوعب ما يزيد على (200) ألف كتاب ومادة معرفية بمساحة قدرها (500) متر مربع، وقاعة محاضرات ومركز للمعارض المتخصصة، إضافة إلى مركز للدراسات العربية الصينية ومكتبة للمخطوطات القديمة بجامعة بكين، ومكاتب إدارية تتسع لأكثر من (40) موظفا.
تاريخ إنشاء فرع الصين:
بدأت فكرة إنشاء فرع لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الصين خلال زيارة الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- للصين في عام 2006م، بهدف تعزيز التبادلات الثقافية والمعرفية بين البلدين، تلا ذلك صدور قرار مجلس الوزراء في 10 فبراير 2009م المتضمن تفويض معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في التباحث مع الجانب الصيني بشأن مشروع مذكرة تفاهم بين المكتبة وجامعة بكين حول إجراءات إنشاء الفرع، ثم زار الرئيس هوجين تاو المملكة العربية السعودية عام 2009م. ووقعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وجامعة بكين مذكرة تفاهم لإنشاء فرع للمكتبة في جامعة بكين، وأصبح فرع المكتبة واحدا من خمس مشروعات تعاون بين الصين والسعودية وقعها الرئيس هو جين تاو خلال زيارته.
ثم وقعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وجامعة بكين اتفاقية إنشاء وتشغيل وإدارة فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين بتاريخ 14/ 1/ 2012م. وزار الدكتور عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة جامعة بكين، وتم الاتفاق والتوقيع على “مخطط تصميم فرع المكتبة مع المدير السابق لمكتبة جامعة بكين تشو تشيانغ بتاريخ 16/ 5/ 2013 م. ثم جاء توقيع اتفاقية مبدئية بين المكتبة وجامعة بكين لتحدد أهداف الفرع ورسالته وأنشطته، وأعتمد مشروع موازنة سنويًا لتشغيل الفرع، وأشرفت المكتبة على جميع مراحل إنشاء الفرع وتجهيزه، في موقع متميز بالقرب من المدخل الرئيس للجامعة، ليصبح صرحًا مهما لخدمة الثقافة العربية الإسلامية في الجامعة الصينية العريقة، وجسرا للتواصل بين الثقافتين، ورافدا لتعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين، ونافذة لتعريف أبناء الصين بتاريخ المملكة العربية السعودية وحضارتها، وتم تشغيل مشروع إنشاء فرع المكتبة رسميا من قبل مجموعة البناء السادسة في مقاطعة شانشي 20/ 4/ 2015م. وفي 21 نوفمبر 2015م أقيم احتفال كبير لوضع حجر الأساس للمشروع بحضور نخبة من المسؤولين في البلدين، ووصف نائب رئيس جامعة بكين لي يان سونغ في كلمة ألقاها خلال الحفل بأنه ليس حجرا عاديا، إنما رمز للصداقة بين الشعبين الصديقين وطريق للمزيد من التبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية والصين، مؤكدا أن هذا المشروع الثقافي الكبير سوف يكون له أكبر الأثر في تنمية العلاقات الثقافية بين البلدين والوصول بها إلى آفاق أكبر. ووقعت رسميا اتفاقية التشغيل والإدارة والصيانة لفرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين بتاريخ 14/ 3/ 2017 م. وبعد الانتهاء من بناء فرع المكتبة رسميا خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للصين، قام الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بتدشين الفرع وإلقاء كلمة بتاريخ 17/ 3 /2017م. وأقيم حفل افتتاح فرع مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين بتاريخ 30/ 3/ 2018 م.
الهيكل التنظيمي:
يعمل فرع المكتبة تحت إدارة مدير الفرع، ويتولى مجلس الإدارة الإشراف على المكتبة الفرعية وإدارتها، ويتكون مجلس الإدارة من 10 أعضاء، خمسة منهم موصى بهم من قبل جامعة بكين وخمسة آخرون من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. يتناوب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ورئيس جامعة بكين على رئاسة مجلس الإدارة سنويا. ويكون مدير فرع المكتبة هو المسؤول عن الإدارة التنفيذية للفرع.
المبنى والقاعات:
أولًا: قسم خدمات القراء والكتب ويتولى مسؤولية شراء الكتب وفهرستها وتداولها وخدمة الإعارة، و شراء المصادر الإلكترونية ودمجها والخدمات المرتبطة بها.
ثانيًا: قسم خدمات التبادل الثقافي وهو مسؤول عن التخطيط والتنظيم والاتصال لأنشطة التبادل الثقافي الصيني العربي، بالإضافة إلى خدمات المعلومات للتخصصات ذات الصلة.
حالة المجموعات:
مهام المكتبة:
أدوار يقوم بها فرع المكتبة بالصين منذ الافتتاح الرسمي له:
أهداف إنشاء الفرع:
مهام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تشغيل وإدارة الفرع تتضمن:
دليل الاستخدام ومعلومات الدخول:
يمكن الدخول إلى فرع المكتبة باستخدام البطاقة الجامعية أو بطاقة القراءة الصالحة عن طريق جهاز التعرف على الوجه، أما المستخدمون بدون البطاقة فيجب عليهم إكمال الإجراءات وفقا لطرق الاستقبال للقرّاء من خارج الحرم الجامعي .
الخدمات الذاتية:
تحتوي المكتبة على جهاز استعارة الكتب وإرجاعها ذاتي الخدمة، وجهاز تعقيم الكتب ذاتي الخدمة الذي يعمل بالأشعة فوق البنفسجية، ويتكون من غرفتين للتطهير.
خدمة المرافق:
من أجل دعم الأقسام بالجامعة بشكل أفضل من خلال إجراء البحث العلمي وتدريب المواهب والخدمات الاجتماعية، صنف فرع المكتبة قاعة المحاضرات (الطابق السفلي) وغرفة التدريب (212) والصالة الصغيرة (الطابق السفلي 110) إلى أماكن الأنشطة العامة، وهي متاحة لمعلمي وطلاب جامعة بكين الذين يحملون بطاقات سارية المفعول.
الأنشطة الثقافية:
يخطط وينظم ويتعاون فرع المكتبة مع جميع الأقسام والكليات بالجامعة، ويقيم الحوارات الأكاديمية والندوات العلمية والتدريبات التعليمية والمعارض وغيرها من الأنشطة، كما يرحب ويستقبل جميع الزيارات والتبادلات سواء المحلية أو الدولية، ويعزز التبادلات بين الصينيين والدول العربية لدعم تدريس اللغة العربية والبحث العلمي في الجامعة، أيضا يعزز التبادلات بين الحضاريتين والثقافيتين الصينية والعربية ، وتقوية الروابط الأكاديمية و الثقافية بينهما .
الجولات و الزيارات والمعارض:
زار صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية جامعة بكين بتاريخ 21 / 2 / 2019 م وتجوّل في فرع المكتبة.
معرض الحكمـة مـن الشرق (معرض ثقافي لتطور الخط العربي والصيني):
وفي 30 مارس من عام 2018، وبمناسـبة افتتـاح فرع مكتبـة الملـك عبدالعزيـز العامـة في جامعة بكين، أقيم المعرض الثقافي لتطور الخط العربي والصيني بعنـوان “الحكمـة مـن الشـرق” من قبل جمعية الخطاطين في الصين وفرع المكتبـة. وهو يستعرض المفاهيم الثقافية الجوهرية والملامح الفنية والأعمال الكلاسيكية للخـطوط الصينية والعربـية إضافة إلى الإنجازات الإبداعية للخطاطـين الصينيين والعرب المعاصرين من خلال النصوص والأعمال والوثائق وتكنولوجيا الوسائط المتعددة وغيرها من الوسائل.
لمحة عن الثقافة العربية الصينية:
يهدف هذا البرنامج الى مساعدة القراء على فهم الثقافة العربية وتعزيز التبادلات الحضارية الثقافية بين الصين والعالم العربي، وسيطلق فرع المكتبة سلسلة من المقالات القصيرة حول ” النظرة الشاملة للثقافتين الصينية والعربية” للتعريف بالتاريخ الطويل والحضارة والثقافة المشرقة للأمة الصينية والعالم العربي تجمع بين الصور والنصوص وتشمل مختلف المواضيع، فالحضارة غنية بالتواصل وثريه بالتبادل، كما أن الثقافة تتخذ التواصل كالنجاح وانتشارها كالمهمة.
إنجازات الفرع:
حفل الإفتتاح