التسجيلة
العدد الثاني 01/22/2023
مجلة رقمية دورية تصدر عن الفهرس العربي الموحد
تاريخ النشر : 19 ديسمبر، 2022
استمرار دعم الفهرس العربي الموحد لمكتبات ومؤسسات المعرفة في العالم العربي

ألقى مدير مركز الفهرس العربي الموحد التابع لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة سعادة الدكتور صالح المسند كلمة في حفل افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الأول الذي نظمه قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب في جامعة طرابلس تحت عنوان “المكتبات في ليبيا: الواقع واستشراف المستقبل” وعقد يوما الاثنين والثلاثاء الموافق 28 – 29 نوفمبر 2022م بحضور ومشاركة عدد من المختصين والمثقفين والأكاديميين والباحثين في مجال المكتبات والمعلومات، وناقش المؤتمر الذي استمر لمدة يومين قضايا مهمة في مسيرة المكتبات الليبية ومستقبلها ودورها في بناء مجتمع المعرفة الليبي والعربي، وتأثير التطور التكنولوجي على خدمات المعلومات، وسلط المؤتمر الضوء على تطوير المكتبات ومراكز المعلومات، والتحديات التي تواجه قطاع المكتبات والمعلومات في العالم العربي.

وتضمنت كلمة مدير الفهرس العربي الموحد تعبيره عن الشكر والتقدير لهذه الدعوة الكريمة للمشاركة في حفل افتتاح المؤتمر العلمي الأول لقسم المكتبات والمعلومات بجامعة طرابلس “تحت شعار: الماضي طريق للحاضر وجسر عبور للمستقبل”. وخص بالشكر رئيس القسم سعادة الأستاذ الدكتور محمد علي كعبور، وسعادة الأستاذ زيد العجروني وجميع الإخوة والأخوات أعضاء مجلس وهيئة التدريس بالقسم وجميع الزملاء والأصدقاء في ليبيا، متمنيًا لهم التوفيق والنجاح في المؤتمر.

وطرح الدكتور صالح في بداية كلمته التساؤل حول مستقبل المكتبات في العصر الرقمي؟ وهو السؤال المتداول في جميع أنحاء العالم وسيستمر طرحه إلى الأبد حيث يرى أن مفهوم المكتبة ذاته مهدد كمساحة مادية لتخزين الكتب والإفادة منها؛ ولكن المكتبات صمدت لقرون لأن كل جيل أعاد تشكيل المكتبة بصورة متجددة تتناسب ومعطيات عصرها، وبأجندات فكرية جديدة ومباني مبتكرة تعكس أولويات المجتمع. ونظرًا لأن المكتبات اليوم تتبنى عمليات إعادة هندسة مبانيها وخدماته، وإفساح المجال لأجهزة الحاسوب، وتوفير مساحات اجتماعات، ومراكز تعليم الطهي والمقاهي لخدمة روادها، فإنها تتبع تقليدًا طويلًا من التكيف من مجرد مخازن للكتب إلى مساحات مفتوحة لأغراض متنوعة واحتياجات متجددة. ويمكننا اليوم الإشارة إلى أنه يوجد مليونان وستمائة ألف  مكتبة حول العالم ، بما في ذلك أربعمائة ألف مكتبة عامة.

وأشار الدكتور صالح إلى أن المكتبات في ليبيا تستطيع تحقيق التطور والتوازن بين احتياجات مجتمع المعرفة الليبي وأدوارها كحافظة للمعرفة وعاكسة لقيم المجتمع؛ حينما يتحقق الابتكار الذي جوهره إدارة التغيير، وكما يقول دركر: “ما لم ترَ المنظمة أن مهمتها الرئيسة هي قيادة التغيير، فإن تلك المنظمة – سواء كانت شركة أو جامعة أو مستشفى أو مكتبة – لن تستمر في الصمود”، ففي فترة التغيير الهيكلي السريع الذي تمر بها مجتمعاتنا تكون المنظمات الوحيدة الباقية هي التي “تقود التغيير”، بمعنى أنها تستشرف المستقبل وتضع الخطط اللازمة للتغيير بناءً على التجارب المحلية والعربية والعالمية.

 وأوضح مدير الفهرس العربي الموحد أهمية جهود وإرشادات الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المعلومات (إفلا)، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في تفعيل دور المكتبات. كما أشار إلى إسهامات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ممثلة في الفهرس العربي الموحد التي يمكن الإفادة منها في مرحلة التغيير التي تمر بها مكتباتنا العربية في عصر المعرفة وعصر ما بعد كورونا. وأكد الدكتور صالح المسند خلال كلمته أن من شروط نجاح المكتبات في عصر التعليم الإلكتروني توافر بنية تحتية متكاملة ذات كفاءة عالية، وكوادر بشرية مؤهلة، ودراسات مستمرة، ومرونة في تصميم الخدمات بما يتوافق مع متطلبات المستفيدين المتغيرة وفق الفئات العمرية والاحتياجات المعلوماتية المتجددة التي فرضها تطبيق التعليم الإلكتروني وانتشار تطبيقات الإنترنت وسط جميع فئات المجتمع. مشيرًا إلى عدد من المرتكزات أساسية لتطوير هذا  القطاع في ليبيا وفي العالم العربي ومنها:

  1. الاعتراف بالدور التربوي والتعليمي والثقافي للمكتبة الأكاديمية والمدرسية والعامة. واعتبارها في قلب العملية التربوية والتعليمية في المدرسة والجامعة والتعلم المستمر…

  2. إنشاء منظومة للمكتبات الأكاديمية والمدرسية والمكتبات العامة في كل قطر عربي والإفادة من التقنيات والنظم الحديثة.

  3. إنشاء مكتبات رقمية وطنية في كل قطر عربي لتضم جميع أشكال مصادر المعلومات المنشورة وغير المنشورة وتوفر خدمات المعلومات الدولية.

  4. تعزيز التعاون بين قطاع المكتبات الليبية والقطاعات والثقافية الأخرى والدخول في ائتلافات على المستوى الوطني والعربي والعالمي، فلا سبيل لتقديم خدمات متطورة دون أن نعزز من أواصر التعاون بين قطاع منظومات المكتبات وجميع مؤسسات المعرفة.

  5. تطوير مواصفات ومعايير وأدوات قياس الأداء للمكتبات بجميع أشكالها وفئاتها لتطبيقها في العالم العربي.

  6. تطوير أقسام المكتبات والمعلومات في الجامعات الليبية وفق أحدث المستجدات والنظريات والممارسات في مجال تعليم علوم المكتبات والمعلومات على المستوى العربي والعالمي.

  7. دعم البحث العلمي في مجال المكتبات والمعلومات وتطبيقات التقنية.

  8. دعم جمعية المكتبات والمعلومات في ليبيا لتقوم بدور فاعل في البحث والتطوير والتدريب ووضع المعايير في قطاع المكتبات.

  9. تأهيل الكوادر البشرية العاملة في المكتبات الليبية من خلال التعليم الأكاديمي والتدريب المستمر والإفادة مما يتيحه التعليم والتدريب الإلكتروني.

وأشار الدكتور صالح إلى الجهود التي يبذلها الفهرس العربي الموحد في خدمة مؤسسات المعرفة بصورة عامة في العالم العربي حيث عمل منذ تأسيسه على مساعدة المكتبات في تطوير قواعدها الببليوجرافية والملفات الاستنادية، وسعى لتدريب أكبر عدد من الكوادر البشرية وتأهيلها من خلال إقامة الدورات التدريبية في مجال المكتبات والمعلومات، ومؤخرًا تم إنشاء أكاديمية متخصصة في التدريب المباشر أو عن بعد. ووقع الفهرس أيضاً اتفاقيات مع جمعيات المكتبات والمعلومات بهدف تفعيل التعاون والتكامل في المستوى الوطني. واستجابة للتحديات التي تواجه المكتبات في العالم العربي أطلق الفهرس بالتعاون مع شركة نسيج خدمة الحوسبة السحابية من خلال إنشاء المكتبة الرقمية السحابية المخصصة للجهة الراغبة في الاشتراك ونظام إدارة المكتبات السحابي المختلف شكلاً ومضمونًا عن النظم المتاحة حاليًا، ويمكن للمكتبات بكافة أشكالها سواء على مستوى المنظومة الوطنية أو لكل مكتبة منفردة الإفادة من هذه الخدمات دون تحميلها الأعباء التقنية المعروفة.

وأكد الدكتور صالح المسند في ختام كلمته التي قدمها في حفل افتتاح أعمال المؤتمر أن الفهرس العربي الموحد سيستمر في دعم المكتبات ومؤسسات المعرفة في ليبيا وفي جميع أقطار العالم العربي للتغلب على التحديات والصعوبات التي تواجه المكتبات العربية ببرامج ومبادرات نوعية تعزز التكامل والعمل التعاوني العربي، وتدعم المرونة في تقديم خدمات متطورة في عالم متغير وتقنيات متجددة، في سبيل الإسهام غي تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر المكتبات ومراكز المعلومات ودور الأرشيف والمتاحف.

تم انتهاء الفترة المسموحة بالتعليق