التسجيلة
العدد الثاني 01/22/2023
مجلة رقمية دورية تصدر عن الفهرس العربي الموحد
مدير مركز الفهرس العربي الموحد
الكاتب : د. صالح المسند
مدير مركز الفهرس العربي الموحد
تاريخ النشر : 4 يناير، 2022
الفهرس يواكب التطور

يمر العالم بمرحلة تغيير جذرية لعوامل كثيرة من أهمها الظروف التي صاحبت وباء كوفيد 19 والتطور الهائل في تقنيات المعلومات والاتصالات. ونظراً لتأثير تقنيات المعلومات والإنترنت الشامل في عالم المعرفة والذي أحدث تحولاً في التنظيم والخدمات وأدوار أخصائي المعلومات والتحول من الأوعية المطبوعة إلى الوسائط الإلكترونية، فقد أصبح لزامًا على المكتبات ومراكز المعلومات في العالم العربي مواكبة هذه التحولات والتركيز على مفاهيم جديدة مثل التعاون والتشارك والوصول إلى المعرفة بدلاً من الاستحواذ على المصادر، وتوظيف أحدث تقنيات المعلومات في الأعمال والخدمات المعرفية بطريقة مبتكرة وحديثة التي تلبي احتياجات المستفيدين . ورغم أن الابتكار في عالم المعرفة ليس مفهوماً سهل التحديد، إلا أنه ينبغي أن تكون احتياجات المستفيدين المتغيرة في مقدمة اهتمامات مؤسسات المعلومات خاصة في عصر ما بعد كوفيد 19 الذي تتسارع فيه التطورات التقنية وتتقلص الموارد المالية. وقد أثبتت مؤسسات المعلومات أنها من أكثر المؤسسات استجابة للتطور ومواكبة متغيرات العصر. ومكتباتنا العربية ليست بعيدة عن اللحاق بالركب العالمي بوجود مشاريع تعاونية مثل الفهرس العربي الموحد برؤيته الواضحة وخدماته المتطورة واستغلاله لأحدث التقنيات وتركيزه على تطوير الموارد البشرية. فقد أنجز الفهرس أكبر قاعدة ببليوجرافية للإنتاج الفكري العربي، وأشمل ملفات استنادية للأسماء ورؤوس الموضوعات وفق أحدث القواعد والتقنينات الدولية، ومكتبة رقمية عربية موحدة، وأنشأ أكاديمية للتدريب لتقديم برامج في مجال تنظيم المعلومات وفي المجالات ذات العلاقة بمهنة المعلومات وتقنياتها والبحث العلمي. ويقدم الفهرس خدمات متطورة ومواكبة لاحتياجات مؤسسات المعرفة مثل الخدمات السحابية والفهرسة الأصلية والمنقولة وترقية قواعد البيانات الببليوجرافية والملفات الاستنادية وفق قواعد الوصف الجديدة (وام). وجميع هذه الإنجازات مواكبة لخطط التنمية المستدامة وتحقيق هدف الوصول إلى المعلومات.

 

     وفي إطار توجهه لتبنى قواعد الفهرسة الحديثة وفقاً لقواعد وصف وإتاحة المصادر “وام RDA”، فقد أنجز الفهرس العربي الموحد ترقية قاعدة بياناته الببليوجرافية لتدعم قواعد “وام RDA” ، إضافة إلى الاستمرار في توفير التسجيلات وفق قواعد الفهرسة الأنجلو-أميركية. ولهذا الإنجاز أهميته في تيسير ترقية فهارس المكتبات العربية إلى القواعد الجديدة ومواكبة التغيير في مجال تنظيم المعلومات؛ حيث أصبحت قاعدة الفهرس العربي الموحد وملفاته الاستنادية أداة مهمة لا تستغني عنها المكتبات ومراكز المعلومات العربية. ويضاف إلى ذلك الدورات التدريبية المتنوعة والإصدارات المتخصصة التي يقدمها الفهرس للارتقاء بمستوى العاملين في المكتبات العربية وإكسابهم المهارات اللازمة لتطبيق قواعد الوصف الجديدة في البيئة الرقمية. وسيستمر الفهرس في تقييم المستجدات التقنية والفنية في مجالات تنظيم المعلومات والرقمنة ومواكبة التغيير حتى تصل مؤسسات المعرفة في العالم العربي إلى مستوى نظيراتها في العالم المتقدم.

والله الموفق.

تم انتهاء الفترة المسموحة بالتعليق