التسجيلة
العدد الثاني 01/22/2023
مجلة رقمية دورية تصدر عن الفهرس العربي الموحد
مساعد عميد شؤون المكتبات في جامعة الملك سعود
الكاتب : د. علي الأكلبي
مساعد عميد شؤون المكتبات في جامعة الملك سعود
تاريخ النشر : 23 نوفمبر، 2021
ممارسات تنظيم المعلومات مسؤولية مشتركة

التنظيم أساس جودة العمل في كل مناحي الحياة، ويقع تنظم المعلومات ضمن هذه الدائرة بغرض التسهيل والضبط والسيطرة على مصادر المعلومات، وتقتني مؤسسات المعلومات مصادر المعلومات الورقية أو الرقمية وتنظمها تنظيما فنيا يسهل الاستفادة منها ويلبي حاجة من يبحث عنها ليسترجعها بطريقة سريعة وفعالة، ومن مؤسسات المعلومات التي تعتني بتنظيم المعلومات المكتبات ومركز المعلومات، والتي تنتهج طريقة موحدة ومقننة للتنظيم الفني لمصادر المعرفة تعرف بالفهرسة والتصنيف، والتي تطورت في طريقتها وأسلوب تنفيذها تبعا للتطور التقني والتحول الرقمي والتدفق الكبير للمعلومات في العصر المعرفي الذي يمثل مرحلة جديدة أفرزت أشكالا مختلفة من مصادر المعلومات في البيئة الرقمية وهو ما يصعّب الوصول إلى تلك المصادر من قبل محركات البحث بشكلها الغير منظم، ما جعل التنظيم لتلك المصادر مسؤولية عظيمة تشترك فيها الجامعات ومراكز المعلومات وجهات التدريب والجمعيات المهنية وكافة أنواع مؤسسات المعلومات، وذلك لأن المكتبات ومراكز المعلومات الداعم الرئيسي للعملية التعليمية والبحث العلمي والثقافة بكافة اشكالها، ولأنها أيضا تعمل على جمع وتنظيم واتاحة مصادر المعلومات التي تلبي حاجة المستفيدين فهي مسؤولة عن تنظيم مصادر المعلومات واتاحتها بناء على قواعد التنظيم الفني المعيارية المتعارف عليها في علوم المكتبات والمعلومات ليتمكن المستفيد من اجراء عمليات البحث والاسترجاع بيسر وسهولة، وتساهم مؤسسات المعلومات في توفير جهد الباحثين في الوصول لبغيتهم من مصادر المعلومات في شتى فنون المعرفة.

ويعد تنظيم المعلومات عنصراً رئيسياً يجعل رحلة البحث عن المعلومات رحلة ماتعة تنتهي بالمساهمة في اثراء البحث العلمي والمعرفة كدعامة رئيسة تسهل عمليات البحث والاسترجاع بفعالية وتجعل مؤسسات المعلومات قادرة على مقابلة الطلب على خدمات المعلومات، فالغاية من تنظيم مصادر المعلومات الورقية والإلكترونية هو تسهيل الوصول إليها والإفادة منها، من خلال اختيار النظام الآلي المناسب لإدارة مصادر المعلومات، سواء كان من أنظمة إدارة المكتبات مفتوحة المصدر أو الأنظمة التجارية، ومن ثم يتم ضبط وتنفيذ إجراءات التنظيم الفني للمعلومات وتسجيل مصادر المعلومات في النظام الآلي واجراء عمليات الفهرسة والتصنيف وبناء التسجيلات الببليوجرافية.          

وقد ظهرت تجارب وممارسات متنوعة في تنظيم مصادر المعلومات تسعى لمواكبة مستجدات وصف المصادر واتاحتها في المكتبات الرقمية اذ انها عنيت بتنظيم مصادر المعلومات تنظيماً يعتمد على أسس تعكس الترتيب المنطقي منها ما يعرف بالفهرسة المقروءة اليا والتي يتم من خلالها تحويل الحقول والبيانات الخاصة بالتنظيم الفني لمصادر المعلومات في البيئة التقليدية بالشكل الورقي إلى الشكل المقروء آلياً، وهذا يحقق ميزة التوافق على المعايير الدولية التي تتوافق على تطبيقها المكتبات ومراكز المعلومات الرقمية لنقل وتبادل البيانات الببليوجرافية وبثها في البيئة الإلكترونية والتي توفر القدرة على استخدام البيانات ذاتها في اكثر من نظام الي لإدارة المكتبات ومحركات البحث وتمكن مؤسسات المعلومات من السيطرة على مصادر المعلومات الإلكترونية وتمكين المستفيدين من الوصول إلى ما يريدونه عبر محركات البحث  بالإضافة إلى إمكانية تبادل التسجيلات الببليوجرافية بين المكتبات ومراكز المعلومات وفق معيار واحد من معايير التنظيم الفني في العصر الرقمي مثل معيار مارك بإصدارته المتتابعة ومعيار دبلن Dublin Core Initiative ومواكبة مستجدات قواعد وصف المصادر وإتاحتها وترميز الفهرسة وفق وصف المصادر وإتاحتها Resource Description and Access (RDA) من أجل فهرسة أكثر تطورا وملائمة لمستجدات البيئة الرقمية من خلال تقديم التعليمات اللازمة لصياغة البيانات التي تدعم اكتشاف المصادر في البيئة الرقمية وتساعد في اتاحتها للاستخدام والتي تمتاز بالقدرة على إيجاد المصادر المناسبة للباحث من خلال تحديد هويتها وملائمتها مع مصطلح البحث مقارنة بالمصادر الأخرى ذات الصلة ويؤدي بالتالي للاختيار الأنسب للمستفيد وتحقيق الاسترجاع الفعال والوصول لمحتوى المصدر الذي تم اختياره بدقة، وهذا ما يوصف بالتحول الجديد في النشاط الببليوجرافي وتنظيم مصادر المعلومات من خلال الطريقة المتطورة المستخدمة لوصف وإتاحة مصادر المعلومات في البيئة الرقمية، ولا شك أن ذلك التطور يصاحبه حاجة ماسة لتدريب المقبلين على مهنة اخصائي المعلومات وكذلك تدريب الموظفين على رأس العمل لإكسابهم المهارات الضرورية لفهم القواعد والتقنينات الجديدة التي جاءت نتيجة لتطوير الآليات والمعايير والقواعد المستحدثة لتناسب الشكل الجديد في اطار تنظيم مصادر المعلومات في البيئة الرقمية من خلال تطبيق معايير التنظيم في العصر الرقمي، وقد حظي المهتمون من متخصصين ومهنيين في هذا المجال بفرص التطوير والتدريب على رأس العمل عبر حزمة برامج تدريبية متقدمة تواكب مستجدات التنظيم الفني لمصادر المعلومات التقليدية والرقمية من خلال منظومة البرامج التدريبية التي يقدمها الفهرس العربي الموحد باقتدار من خلال منصته على شبكة الانترنت ومن خلال اللقاءات المباشرة وورش التدريب الميدانية في كافة الدول العربية ومن تلك البرامج التي نفذها الفهرس:

  • أولاً: الدورات المباشرة الميدانية: يقدم الفهرس العربي الموحد مجموعة دورات متخصصة في مجالات قواعد وصف المواد المطبوعة وفق قواعد وام RDA ومعيار مارك 21 للكتب، وكتب التراث، والرسائل العلمية والدوريات، وإدارة المحتوى الرقمي.
  • ثانياً: الدورات التدريبية على الخط المباشر: والتي يقدم الفهرس العربي الموحد فيها أيضا مجموعة من الدورات المتخصصة لتغطي مجال العمليات الفنية: الوصف الببليوجرافي والضبط الاستنادي وإنترنت الأشياء وتأثيراته في مجال المكتبات والمعلومات والمكتبات الرقمية والمكتبة الرقمية العربية الموحدة والفهرس العربي الموحد وأبرز الممارسات الفنية للفهرس في تطبيق قواعد وام: والذكاء الاصطناعي وتأثيراته في مجال خزن واسترجاع المعلومات والحوسبة السحابية واستخدامها في المكتبات والضبط الاستنادي بالفهرس: ماهيته وأدواته وممارساته، وغير ذلك الكثير من البرامج الموضحة في دليل التدريب على موقع الفهرس

 مما مكن الكثير من العاملين في تنظيم مصادر المعلومات في مؤسسات المعلومات العربية من استيعاب مستجدات التنظيم الفني واجادتها والفرصة متاحة لمن لم لتحق بأي من تلك البرامج ليتقدم بالتسجيل من خلال موقع الفهرس العلبي الموحد على شبكة الانترنت، وهذه البرامج التدريبية من شأنها تمكين مؤسسات المعلومات من الإدارة الجيدة والتحكم الكفء وتنظيم مصادر المعلومات في البيئة الرقمية التي امتازت بخصائص اختزان عدد هائل من مصادر المعلومات الإلكترونية بصيغ متنوعة على هيئة نصوص او مقاطع صوتية او مقاطع فيديو او صور، وتعتمد على إمكانية المشاركة والاستخدام المتزامن لمصادر المعلومات، كما أنها لا تتقيد بحدود وقيود المكان أو الزمان، ولهذا فإن مسألة إتاحة الوصول إلى المصادر الرقمية المختلفة بغض النظر عن المواقع التي توجد فيها تلك المصادر هي غاية وهدف تسعى مؤسسات المعلومات جاهدة لبلوغه.

    وأخيراً فإنه من الواجب على المؤسسات الأكاديمية (كليات ومدارس وأقسام المكتبات وعلم المعلومات) مواجهة المستجدات والتغيرات الجذرية التي أحدثتها البيئة الرقمية في عمليات تنظيم مصادر المعلومات وبناء مهارات اخصائي المعلومات بما يمكنهم من التعامل بجدارة مع متطلبات المرحلة الجديدة في بيئة المحتوى الرقمي.

 

تم انتهاء الفترة المسموحة بالتعليق