التسجيلة
العدد الثاني 01/22/2023
مجلة رقمية دورية تصدر عن الفهرس العربي الموحد
مدير مركز الفهرس العربي الموحد
الكاتب : د. صالح المسند
مدير مركز الفهرس العربي الموحد
تاريخ النشر : 27 ديسمبر، 2022
دعم الفهرس العربي الموحد للغة العربية وتعزيز ظهورها على شبكة الإنترنت

تمثل اللغة العربية خامس لغات العالم انتشارًا، إذ يتحدث بها (500) مليون شخص، إلا أن المحتوى العربي على شبكة الإنترنت يعاني ضعفًا واضحًا لا يتسق مع أهمية اللغة العربية، فنسبة استخدام اللغة العربية في مواقع الإنترنت (0.7%) فقط. وصرحت شركة جوجل العملاقة في عام 2013م أن المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لا يتجاوز (3%) من إجمالي محتوى الشبكة، والمقصود بالمحتوى العربي هنا – والذي قد يسمى أيضًا (المحتوى الرقمي أو الإلكتروني العربي) – كل ما قد تحويه هذه الشبكة باللغة العربية كالمواقع وصفحات الويب، والأبحاث، والكتب، والفيديو، والموسيقى، بل وحتى النصوص في المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي. ورغم أن عدد مستخدمي خدمات شبكة الإنترنت العرب قفز إلى مائة واثنين وأربعين مليون مستخدم في العام 2017م، فإن هذه الزيادة الهائلة لم تتواكب مع زيادة مماثلة في المحتوى العربي؛ مما يستلزم بذل الجهود والتعاون لدعم المحتوى العربي. وتشكل بعض المبادرات الواعدة مثل: “مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي بإشراف من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية“، و”مكتبة محمد بن راشد التي أطلقتها مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم” نموذجا للاهتمام بالمحتوى العربي؛ إلا أن هذه المبادرات تظل غير كافية خصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار حجم الجهد المطلوب لرقمنة كنوز الحضارة العربية وتوفير المحتوى العربي الجديد الذي تحتاجه الأجيال الشابة والمتطلعة للعلم والمعرفة. مما يعني أن الطريق ما زال طويلا، لكن اجتيازه ليس مستحيلاً. 

وقد كان الفهرس العربي الموحد مطلبا ملحا للمكتبات العربية طيلة عقود مضت، ويتضح ذلك من خلال توصيات كل المؤتمرات واللقاءات المهنية التي لا تخلو من المطالبة بإنشاء هذا المرفق الثقافي العربي، ونخص بالذكر المؤتمر الأول للإعداد الببليوغرافي للكتاب العربي المنعقد في مدينة الرياض سنة 1973م، والمؤتمر الثاني للإعداد الببليوغرافي للكتاب العربي المنعقد في بغداد سنة 1978م، وتوصيات جل المؤتمرات اللاحقة لجامعة الدول العربية. وكانت هذه التوصيات تعبيرا على الحاجة الملحة لمرفق ببليوغرافي إلكتروني عربي للقيام بمهام عدة منها:

  • ضبط المعالجة الببليوغرافية لوعاء المعلومات العربي.
  • توحيد الممارسات وتطبيق المعايير الدولية في مجال الفهرسة والتصنيف.
  • مساعدة المكتبات العربية على حوسبة الشق العربي من فهارسها في وقت قياسي.
  • تخفيض تكلفة الفهرسة من خلال الفهرسة التعاونية.
  • نشر الثقافة والمعرفة العربية عالميا من خلال رفع جودة وصفها الببليوغرافي مما سيسهل من الوصول إليها على الويب.

وتلبية لهذه الحاجة الملحة طرحت مكتبة الملك عبد العزيز العامة مشروع الفهرس العربي الموحد الذي مر بعدة مراحل:

  • بدأت مرحلة الدراسة والتقييم في عام 2003م واستمرت عامين.
  • ثم جاءت مرحلة التأسيس في عام 2005م واستمرت عامين.
  • ثم توجت هذه المراحل بإطلاق الفهرس للعموم في أبريل 2007م.

ومن هنا تبرز أهمية وجود الفهرس العربي الموحد كمشروع تعاوني متكامل لتقديم الخدمات المعرفية من خلال منصة تعاونية مشتركة تجمع مؤسسات المعرفة والثقافة في العالم العربي. وقد انطلق برؤية واضحة لتطوير البنى التحتية الضرورية لهذه الخدمات فنجح في تطوير الممارسات والمعايير المتبعة في توصيف المعارف العربية، واستجاب لتحديات العمل التعاوني في هذا المجال؛ ببناء قاعدة معلومات قياسية مبنية على معايير عالمية يتحقق من خلالها المشاركة في المصادر، وخفض التكاليف، وتوحيد القواعد والمعايير في أعمال الوصف المعرفي للأوعية الثقافية؛ للإسهام في تبادل المعلومات ونشر المعرفة والثقافة العربية.

واستمر الفهرس العربي الموحد منذ 2007م حتى اليوم في خدمة اللغة والثقافة والمعرفة العربية، والكتاب العربي، ومؤسسات المعلومات العربية في العالم أجمع. ويمكن لفئات عديدة الاستفادة من الفهرس العربي الموحد تشمل المثقفين والقراء العرب والباحثين والأكاديميين والمهتمين بالكتاب العربي والثقافة العربية والموثقين المكتبيين العرب، والأنظمة الآلية لإدارة المكتبات والمستودعات الرقمية ومحركات البحث الآلية. حيث اعتمد الفهرس المعايير والأدوات الدولية في تنظيم المعرفة بهدف الارتباط بالأنظمة العالمية وتسهيل تبادل التسجيلات الببليوجرافية والاستنادية والتحضير للانضمام إلى منظومة الضبط الببليوجرافي العالمي المتوقع تطبيقها قريبًا، وأيضا منصة التدريب الإلكتروني.

 

ويعنى الفهرس العربي الموحد بدعم اللغة العربية وتعزيز ظهورها على شبكة الإنترنت، من خلال ما يلي:

  • رصد الإنتاج الفكري العربي في جميع المجالات.
  • رصد جميع أنواع أوعية المعلومات الحاملة للمعرفة العربية.
  • رقمنة الإنتاج الفكري العربي وحفظه.
  • دعم البحث العلمي العربي.
  • الرفع من جودة معالجة وعاء المعلومات العربي.
  • التسريع من معالجة أوعية المعلومات العربية وإتاحتها على شبكة الانترنت.
  • دعم حوسبة أرصدة المكتبات باللغة العربية.

كما يسعى الفهرس لنشر المعرفة والثقافة العربية من خلال جعل التسجيلات الببليوغرافية مطابقة لأحدث المعاير والممارسات الدولية، وإنشاء قائمة حصرية للمؤلفين العرب، وتوحيد صياغة الأسماء بشكل مقنن بالاعتماد على أحدث المعايير الدولية، وإنشاء قائمة رؤوس موضوعات عربية إلكترونية قياسية، وترشيد الموارد المالية في مؤسسات المعرفة العربية من خلال تسهيل تطوير قواعدها الإلكترونية، وتطوير الكوادر البشرية في مؤسسات المعرفة العربية.

وتتضمن مخرجات الفهرس العربي الموحد في إطار خدمة اللغة العربية ما يلي:

  • المحتوى الببليوجرافي والاستنادي والرقمي باللغة العربية لتسهيل الاسترجاع وتوفير الأوعية الرقمية العربية.

 

  • البرامج والإصدارات والأدلة التثقيفية للمختصين العرب في التعامل مع أوعية المعرفة العربية.

 

  • كشاف الكتب المترجمة إلى العربية:

اهتم الفهرس برصد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية في كشاف خاص متاح للباحثين والمترجمين للوصول إلى جميع محتوياته بسهولة ويسر. ويقوم الفهرس حالياً بتطوير هذا الكشاف إلى مرصد عربي للترجمة يحتوي على جميع مصادر المعرفة المترجمة إلى العربية وإليها.

 

وفي مجال تنظيم المعلومات يقدم الفهرس دورات تدريبية وورش عمل (مباشرة) للمختصين استفاد منها عدد كبير من المفهرسين والمفهرسات العرب وأسهمت في التعريف بالمعايير والتقنينات الدولية ونشر الممارسات المعتمدة في جميع المكتبات ومراكز المعلومات العربية. ونهج الفهرس إلى تطبيق منصة تعليم وتدريب إلكترونية متطورة لتنفيذ دورات وورش عمل (افتراضية) بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المتدربين بأقل التكاليف. ويمكن الدخول إليها عبر الرابط: https://academy.aruc.org

 

كما أطلق الفهرس العربي الموحد مجموعة من المبادرات التي تخدم الوعاء العربي الذي تقتنيه مؤسسات المعرفة المختلفة مثل المكتبات ودور الأرشيف والمتاحف بجميع أشكاله بهدف إتاحة المعرفة العربية من خلال بوابة واحدة لجميع الباحثين، ومن أبرز هذه المبادرات المكتبة الرقمية والحلول السحابية والوصول الحر والانفتاح على دور الأرشيف والمتاحف ومنصة المبدعين العرب. ويعمل الفهرس على إيجاد علاقة تكاملية مبنية على مبدأ التشارك في مصادر المعرفة وحفظ وإتاحة كنوز تراثنا العربي باستخدام أحدث تقنيات المعلومات وتطبيق المعايير والممارسات الدولية المعتمدة:

 

وأطلق مبادرة التعاون مع المكتبات الوطنية في بناء الفهارس والببليوجرافيات الوطنية لمساعدة المكتبات الوطنية العربية في ضبط الإنتاج الفكري في كل دولة وإتاحته عبر أحدث تقنيات المعلومات. ولا يقتصر درور الفهرس على البعد العربي بل يتجاوزه إلى تحقيق بعد عالمي من خلال تزويد الفهرس العربي الموحد للفهرس العالمي WORLDCAT بتسجيلات عن كنوز المعرفة العربية بلغ عددها 1,200,000 بهدف تسهيل وصول الباحثين إلى المعرفة باللغة العربية. ويستفيد من محرك البحث في بوابة الفهرس العربي الموحد عدد كبير من الباحثين في دراساتهم وأبحاثهم وصل عددهم 221,000 في عام 2021م.

 

ويؤثر الفهرس العربي الموحد على الناحية الاقتصادية للمكتبات من خلال توفير مجموعة من الخدمات التي تعمل على خفض التكاليف وأتمتت المكتبات العربية وإنشاء المستودعات الرقمية وفق المعايير العالمية، كما يلي:

 

وقد حاز الفهرس على اعتمادات وجوائز على المستوى المحلي والعربي:

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من التعليق دخول