التسجيلة
العدد الثاني 01/22/2023
مجلة رقمية دورية تصدر عن الفهرس العربي الموحد

تعزير الثقافة العربية عبر مشروعات مؤسسات المعلومات

تاريخ النشر : 24 مارس، 2022
الثقافة والإنتاج الفكري العربي

في سياق ندوات البرنامج المعرفي التي يقيمها الفهرس العربي الموحد كان للدكتور نبهان الحراصي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس بعمان مساهمة في تقديم وإدارة ندوة بعنوان “الفهرس العربي الموحد ودوره في تعزيز الثقافة العربية” نظمتها كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالتعاون مع مركز الفهرس العربي الموحد، واستهلها الدكتور نبهان بتمهيد حول الثقافة ومفهومها الواسع، موضحًا أن الثقافة عبر سماتها ومكوناتها المختلفة كاللغة والدين والعادات والتقاليد والفنون…. وغير ذلك، تمثل هوية المجتمع وانتماءه وتماسكه. وقال إن الثقافة ترتبط بالمكان والتاريخ والإنسان، وترسخ عبر العصور نظاما من الأفكار والمشاعر والسلوك، يتميز بها المجتمع، وتشكل عقله الجمعي، وتعزز لديهم الوحدة، والرغبة في الاستقرار، فالثقافة بالمختصر تشكل مفهوم الوطن والانتماء الدائم. وضمن هذا المفهوم الواسع للثقافة، استطاع الأنسان، كونه فرداً عاقلاً يتمايز عن غيره من المخلوقات بالقدرة على التفكير والتدبر، بصناعة وإنتاج مواد فكرية مختلفة تحفظ له موروثه الفكري، وتسمح بتبادله، وتناقله. وأبرز هذه المواد قدرة الإنسان على صناعة الكتاب هذا المنتج الفكري الذي لولاه ما عرفنا تاريخ الإنسان وحضارته، وتطوره، ولغاب عنا الترابط الحضاري بين الماضي والحاضر. إذ يمثل الكتاب المصدر العلمي الأهم للتثقيف، وللتواصل الحضاري بين الأمم، ويرتبط اهتمام الدول بالعلم والمعرفة بقدرتها على صناعة الكتاب، ونشره، وبالقدرة على تسهيل الوصول إليه.

وأشار الدكتور نبهان الحراصي إلى أنه مع التراكم المعرفي الكبير الذي ارتبط بعصر الصناعة وما بعدها والذي أدى الى تسارع الإنتاج العلمي وبخاصة إعداد الكتاب، وظهور تحديات تتعلق بالقدرة على جمعه وفهرسته، وتسهيل الوصول إليه، ظهرت أهمية الفهارس التي تنظم وتجمع هذا الإنتاج، وترشد إليه، وتسمح بتبادله على مستويات إقليمية ودولية. كما واجه الباحث والمثقف العربي على وجه الخصوص تحدياً آخر تمثل في تشتت الكتاب العربي بين أمكنة كانت تمثل حواضر الدولة الإسلامية المترامية، أو دول أخرى وصل إليها الكتاب بطرق التواصل الحضاري الطبيعي، أو غير الطبيعي المتمثل في الاستعمار. ومهما كانت الأسباب فالثابت أن قدرتنا، سابقا، إلى الوصول إلى الكتاب العربي كانت محدودة، بل في غاية الصعوبة. وأكد الدكتور نبهان أنه يقول سابقاً، لأنه يرى أن الوطن العربي في عام 2006م شهد ميلاداً لمشروع ثقافي مميز، موجه للباحث والمثقف العربي، وله غاية أخرى في تعميق التواصل العلمي مع الحضارات المختلفة. ثم أشار إلى هذا المشروع الذي يعنيه وهو الفهرس العربي الموحد. واعتبره هدية قدمتها مكتبة الملك عبد العزيز العامة في المملكة العربية السعودية للوطن العربي، وقدمت المكتبة خلال فترة تزيد عن خمسة عشر عاماً كل الجهد والمال والخبرات ليخرج لنا المشروع متكاملاً ومرشداً للكتاب العربي.

ووصف الدكتور نبهان الحراصي الفهرس العربي الموحد كأبرز خدمة قدمها العرب في العصر الحديث للكتاب العربي، فهو قد رسخ الجهود التعاونية بين المكتبات العربية في توحيد وضبط التسجيلات الببليوغرافية، وقام بجهود كبيره في التعريف بالكتاب العربي، علاوة على أن الفهرس العربي الموحد ومع مرور الأيام تشكل كمنظومة ثقافية متكاملة تعنى بالثقافة والإنتاج العربي وتقديم التدريب في مختلف الدول.

وعبر الدكتور نبهان مشكورا عن رأيه في مشروع الفهرس العربي الموحد مؤكدًا على أن الأفكار الكبيرة ما كان لها أن تنجح إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم وعي إدارته والمؤسسة التي تشرف عليه، وأثنى على الدكتور صالح المسند مدير مركز الفهرس العربي الذي كان له دوراً بارزا في خروج هذا المشروع للنور، وإدارته باحترافية عالية خلال أكثر من خمسة عشر عاماً، ليكون كما هو عليه اليوم.

 

تم انتهاء الفترة المسموحة بالتعليق