التسجيلة
العدد الثاني 01/22/2023
مجلة رقمية دورية تصدر عن الفهرس العربي الموحد
نائب المشرف العام لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة
نائب المشرف العام لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة
تاريخ النشر : 15 مايو، 2022
مكتبة الملك عبد العزيز العامة ودورها الثقافي العربي والعالمي

تعد مهمة نقل المعرفة والثقافة العربية إلى العالم وجمع وحفظ مصادرها مسؤولية مشتركة، ويقع على عاتق المؤسسات الثقافية دور كبير في هذا الجانب. ويأتي توسيع آفاق العمل الثقافي وإيصال الثقافة المحلية للمعنيين بثقافة المملكة العربية والسعودية بمختلف عناصرها وأبعادها العربية والإسلامية والحضارية في سياق مد جسور التبادل والتعاون الثقافي والاهتمام بالتواصل المعرفي والتفاعل مع مختلف المنابر والمؤسسات والجمعيات الثقافية والاجتماعية المحلية والعربية والعالمية.

وفي إطار تأسيس فروع لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة كان تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لفرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين في 2017 والذي حظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين – أيده الله- أكبر تشريف لمسؤولي المكتبة.

ثم جاء إعلان الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي في عام 2019م عن إطلاق جائزة «الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين»، تجسيدًا للتفاهم والتبادل الثقافي وترسيخ جذور التعاون بين المملكة العربية السعودية والصين. وتُعنى الجائزة بتكريم المتميزين من الأكاديميين واللغويين والمبدعين في فئات: أفضل بحث علمي باللغة العربية، وأفضل عمل فني إبداعي، وأفضل ترجمة لكتاب من العربية إلى الصينية وبالعكس، وشخصية العام، وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية للعام. وتعمل على تحقيق أهدافٍ مشتركة لرؤية المملكة 2030 ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية. وسيكون فرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة بجامعة بكين مقراً لهذه الجائزة العالمية.

وقد احتضنت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة منذ إنشائها في شهر أكتوبر من عام 2006م لتدخل الجائزة في مسار التواصل المعرفي والثقافي بين الأمم و الحضارات المختلفة الذي ترعاه وتقدمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض والدار البيضاء بالمغرب وبكين بجمهورية الصين الشعبية، وتهدف من خلاله إلى إثراء المكتبة العربية باحتياجاتها من مصادر المعرفة التي تدعم خطط وبرامج التنمية، والتعريف بالنتاج الثقافي والإبداعي والعلمي العربي على المستوى العالمي، ونقل المعرفة عبر ترجمة العلوم والآداب والمعارف المختلفة من اللغات الأجنبية إلى العربية، ومن العربية إلى لغات العالم، حيث تمنح الجائزة كل عامين للأعمال المترجمة من اللغة العربية وإليها، في فروعها الستة: جائزة الترجمة لجهود المؤسسات والهيئات، وجائزة الترجمة لجهود الأفراد، وجائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وجائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وجائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وجائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى.

وتعد موسوعة المملكة العربية السعودية التي تصدر عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مرجعاً يرصد مسيرة بلادنا الغالية وما تحقق بها من منجزات تنموية جمعت بين معطيات التقنية المتطورة ومنظومة القيم -الدينية والتراثية والاجتماعية- الأصلية في جميع مجالات الحياة الحديثة، وتلبي هذه الموسوعة حاجة حقيقية للتعريف بالمملكة العربية السعودية وتاريخها على أسس علمية ومعرفية موثقة، وتتسق مع رسالة المكتبة في دعم حركة التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وإبراز مكانتها على كافة الأصعدة العربية والإسلامية والإقليمية والدولية.

وجاء تدشين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة “المعرض العالمي للخط العربي”، وبشكل متزامن في ثلاث مدن عالمية، وهي “الرياض والدار البيضاء وبكين” وبمشاركة أشهر الخطاطين المعنيين بالخط العربي وفنونه دعمًا لمبادرة وزارة الثقافة “عام الخط العربي 2021، وهي مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية للاحتفاء بفن الخط العربي وإبرازه في كافة القطاعات، وتعزيز حضوره في المحافل والمؤتمرات المحلية والعالمية ليعكس اهتمام المكتبة وعنايتها بالخط العربي كرمزٍ من رموز هوية المملكة العربية السعودية الثقافية، وبوصفه مصدر إلهام للعديد من الفنانين والمعماريين محلياً وعالمياً ضمن الموروث الحضاري، وباعتباره أحد أهم أشكال الفن العربي الأصيل التي تتميز بتنوع أشكاله البصرية والفنية والجمالية، ويهدف المعرض إلى تعزيز دور المملكة العربية السعودية كحاضنة للخط العربي، وراعية وداعمة له، ونشر ممارسات الخط العربي وتحفيزها على مستوى المؤسسات والأفراد، وتقديم الدعم للمختصين والموهوبين في الخط العربي، إضافة إلى توحيد جهود القطاعات المعنية والمبادرات الفردية لخدمة فن الخط العربي.

ولمكتبة الملك عبدالعزيز العامة عناية بالقراءة ودعم نشرها حيث صدر بتاريخ 4 /‏2 /‏1424 موافقة سامية بتصميم «مشروع وطني ثقافي للكتاب» تكون مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مقرا لأمانته العامة. يهدف المشروع إلى تعميق الروابط ما بين القارئ والكتاب في بيئة «تعليم مستمر» حيث تكون حاضنة للإبداع الأدبي والابتكار والبحث العلمي لرفع المستوى الحضاري وزيادة فرص اكتساب المعرفة والمهارات المهنية المختلفة.

وعلى مستوى المشروعات الثقافية ذات البعد العربي والعالمي أولت مكتبة الملك عبد العزيز العامة عناية كبيرة بمصادر المعرفة العربية وخدمة مؤسسات الثقافة المحلية والعربية من خلال إنشاء الفهرس العربي الموحد الذي يمثل منصة تعاونية مشتركة للخدمات المعرفية المتكاملة تجمع مؤسسات المعرفة والثقافة في العالم العربي. وهو يعمل على تطوير الممارسات والمعايير المتبعة في توصيف المعارف العربية واستطاع أن يبني قاعدة معلومات قياسية وفق معايير عالمية تحقق من خلالها المشاركة في المصادر وخفض التكاليف وتوحيد القواعد والمعايير في أعمال الوصف المعرفي للأوعية الثقافية مما أسهم في تبادل المعلومات وتعزيز الثقافة العربية.

ويمتد دور الفهرس العربي الموحد وإسهاماته الثقافية ليصبح واجهة لمكتبة الملك عبدالعزيز عبر تقديم برنامج معرفي يطرح ندوات أسبوعية تناقش موضوعات وقضايا حديثة ومتنوعة في مجال المعلومات والتكنولوجيا وتطور المكتبات مستفيدًا من التقدم التقني والإعلام الرقمي في تسهيل التواصل والوصول للجمهور والمهتمين  في أنحاء العالم.

 ويستمر الفهرس العربي الموحد في تقديم خدماته وطرح إنجازاته ومبادراته وعرض أفكار ورؤى مبدعي ومثقفي العالم العربي من خلال إصدار مجلة التسجيلة الإلكترونية التي كانت تصدر منذ انطلاقه عام 2007م بنسخ ورقية في المرحلة الأولى للتعريف به وبأهدافه، ثم تطورت لتصبح مجلة متخصصة تسعى لنشر كل ما يتعلق بقطاع المعلومات والمكتبات والمعرفة والثقافة وتتطلع لتحقيق طموحات المهتمين والمثقفين العرب وتنتظر دعمهم ومشاركتهم وتفاعلهم.

تم انتهاء الفترة المسموحة بالتعليق